الخميس، 9 يوليو 2009

السلام عليكم هذه رسالة وصلتني عن طريق الايميل من الاخ علا موسي.
سعدون المـجنـون
سعدون المجنون: يقال إن اسمه سعيد وكنيته أبو عطاء ولقبه سعدون، من أهل البصرة؛ كان من عقلاء المجانين وحكمائهم، يقال أنه صام ستين عاماً حتى خف دماغه فسماه الناس مجنوناً.
قال عطاء السلمي: احتبس علينا القطر بالبصرة فخرجنا نستسقي، وإذا بسعدون المجنون، فلما أبصرني قال: يا عطاء إلى أين؟ قلت: خرجنا نستسقي، قال: بقلوب سماوية أم بقلوب خاوية؟ قلت: بقلوب سماوية، قال: لا تبهرج فإن الناقد بصير، قلت: ما هو إلا ماحكيت لك، فاستسق لنا، فرفع رأسه إلى السماء وقال: أقسمت عليك إلا سقيتنا الغيثأيا من كلما نودي أجــابا ... ومن جلاله ينشي السحابا
ويا من كلـم الصديق موسى ... كـلاماً ثم ألهمه الصوابا
ويا من رد يوسف بعد ضرٍ ... على من كان ينتحب انتحابا
ويا من خص أحمد واصطفـاه ... وأعطاه الرسالة والكتابا
اسقنا؛ فأرسلت السماء شآبيب كأفواه القرب، فقلت: زدني، قال ليس ذا الكيل من ذا البيدر.
وقال عطاء: رأيت سعدون المجنون ذات يوم يتفلى في الشمس، فانكشفت عورته، فقلت له: استرها يا أخا الجهل، فقال: أما لك مثلها ؟ واستتر ، ثم مر بي يوماً وأنا آكل رماناً في السوق، فعرك أذني وقال :
أرى كل إنسان يرى عيب غيره ... ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيـوبه ... ويبدو له العيب الـذي لأخيه
وكيف أرى عيباً وعيبي ظاهـر ... وما يعرف السوءات غير سفيه
وقال عبد الله بن سويد: رأيت سعدون المجنون وبيده فحمة وهو يكتب بها على قصر خراب:
يا خاطب الدنيا إلى نفسه ... إن لهـا في كل يوم خليل
ما أقبح الدنيا بخطـابها ... تقتلهم عمداً قتــيلاً قتيل
تستنكح البعل وقد وطنت ... في موضعٍ آخر منه البديل
إني لمغتر وإن البـلى ... يعمل في نفسي قليلاً قليــل
تزودا للموت زاداً فقد ... نادى مناديه الرحيل الرحيل
قال إسماعيل بن عطاء العطار: مررت بسعدون فلم أسلم عليه، فنظر إلي ثم قال:
يا ذا الذي ترك السلام تعمداً ... ليس السلام بضائر من سلما
إن السلام تحيـــة مبرورة ... ليست تحمل قائلاً أن يـأثما
قال مالك بن دينار دخلت جبانة البصرة فإذا أنا بسعدون فقلت له كيف حالك وكيف أنت فقال: يا مالك كيف يكون حال من أمسى وأصبح يريد سفراً بعيداً بلا أهبة ولا زاد ويقدم على رب عدل، ثم بكى بكاء شديداً، قلت ما يبكيك، قال والله ما أبكي حرصاً على الدنيا ولا جزعاً من الموت لكني بكيت ليوم مضى من عمري لم يحسن فيه عملي، أبكاني والله قلة الزاد وبعد المفازة والعقبة الكؤود ولا أدري بعد ذلك أصير إلى الجنة أو إلى النار، فسمعت منه كلام حكيم.
قال ذو النون بينا أنا في أزقة مصر إذا أنا بسعدون المجنون فقلت: قف يا أبا سعيد حتى أنظر فإذا على عكازه مكتوب:
اعمل وأنت من الدنيا على وجل ... واعلم بأنك بعد الموت مبعوث
واعلم بأنك ما قدمت من عمل ... محصى عليك وما خلفت موروث
قال: فقلت له أنت حكيم ولست بمجنون، قال أنا مجنون الجوارح ولست بمجنون القلب ثم ولى هارباً.
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق